مراجعة Gears of War: Reloaded

عودة الأسطورة: هل تكفي نسخة محسّنة لإحياء Gears of War؟
وسط زحمة الألعاب الحديثة اللي بقت كلها عوالم مفتوحة ضخمة وأنظمة معقدة وخرائط مليانة أيقونات، بيرجع لينا Gears of War: Reloaded كتجربة مختلفة تمامًا، أشبه برسالة من الماضي لكن بملامح حديثة. الجزء الأول من السلسلة اللي ظهر سنة 2006 كان واحد من أهم الألعاب اللي غيّرت صناعة التصويب من منظور الشخص التالت، وعرّفنا لأول مرة على أسلوب اللعب القائم على الاحتماء خلف الغطاء، والقتال المباشر اللي كله دم وعنف. دلوقتي، وبعد مرور ما يقارب العشرين سنة، اللعبة راجعة بشكل محسّن برسوم مطورة بفضل قوة الأجهزة الحديثة.
الفكرة هنا إن Gears of War: Reloaded مش لعبة جديدة بالكامل، لكنها نسخة بتلمّع الأساس اللي بُنيت عليه السلسلة كلها، نسخة بتجمع بين النوستالجيا للاعبين اللي عاشوا التجربة من أول يوم، وبين فضول اللاعبين الجدد اللي عايزين يعرفوا ليه السلسلة دي ليها مكانة خاصة وسط ألعاب التصويب. فهل مجرد تحسين بصري وأداء تقني كافي يخليها تستحق التجربة من جديد؟ طيب ما تيجوا نشوف؟
القصة
القصة في Gears of War: Reloaded بتبدأ في وقت مظلم جدًا لكوكب “سيرا”. بعد حدث مدمر اسمه Emergence Day، خرجت مخلوقات الـLocust من باطن الأرض وبدأت تهاجم البشر بشكل عنيف، قتلت الملايين وهددت بقاء البشرية نفسها. عشان كده الحكومة المعروفة باسم الـCOG لجأت لأسلحة دمار شامل زي الـHammer of Dawn اللي حرق مدن كاملة، في محاولة يائسة للسيطرة على الموقف.
في وسط الفوضى دي بنتعرف على ماركوس فينكس، جندي سابق كان محبوس في السجن العسكري بعد ما اتهموه بالعصيان والتخلي عن أوامره في محاولة لإنقاذ والده. لكن الأحداث بتاخده من الظلام مرة تانية للحرب لما صديقه المخلص دومينيك سانتياغو (دوم) يحرره ويعيده لصفوف الـCOG كجزء من فرقة دلتا سكواد. من اللحظة دي بتبدأ رحلة مليانة معارك مع الـLocust، رحلة مش بس فيها رصاص وانفجارات، لكن كمان أسرار عن ماضي ماركوس، ومصير البشر اللي بيحاولوا يثبتوا وجودهم في عالم بيتفكك.
اللي يميز القصة هنا إنها مش مليانة تفاصيل أو حوارات مطولة زي الأجزاء اللي جات بعد كده، لكنها بتركّز على الإحساس بالنجاة وسط معارك مستمرة. كل شخصية من دلتا سكواد بتسيب انطباع مختلف، من دوم اللي بيدور على زوجته المفقودة، لـكارماين اللي بيمثل الجندي الجديد المتحمس لكنه بائس الحظ، لحد ظهور الجنرال RAAM، قائد الـLocust المخيف اللي بيظهر كظل مرعب على طول اللعبة.
الجيم بلاي
الجيم بلاي في Gears of War Reloaded هو القلب الحقيقي للتجربة واللي خلى اللعبة تفضل أيقونة في عالم الشوترز من أول ما ظهرت. الفكرة كلها مبنية على نظام التغطية، أي مواجهة من غير ما تستخدم الحواجز معناها موت مؤكد، وده بيخلي كل معركة شبه لغز لازم تتحل. اللاعب بيتنقل من ساتر للتاني ويختار اللحظة المناسبة للهجوم، ولو اتسرع أو فضل مكشوف النتيجة بتكون سريعة وحاسمة.
القتال بيعتمد على أسلحة أيقونية، أهمها بندقية Lancer اللي معاها منشار مدمج بيحوّل الأعداء لأشلاء في ثواني، ومعها كمان Gnasher Shotgun اللي بيخلي الاشتباكات القريبة مليانة دماء وتأثير بصري قوي، بالإضافة إلى Longshot اللي بيدي لحظات مركزة للضربات الدقيقة. كل سلاح في اللعبة له وزنه وصوته الخاص اللي بيخلي الإحساس بالقتال ممتع ومشبع بعد كل طلقة.
واحدة من الحركات اللي ميّزت Gears بشكل كبير هي ميكانيكية Active Reload، واللي بتخلي إعادة التلقيم مش مجرد حركة عادية بل عنصر مخاطرة وتشويق. لو ضغطت في التوقيت المظبوط السلاح بيتشحن أسرع وبيعمل ضرر أعلى، ولو أخطأت العملية بتطول وتخليك عرضة للقتل.
الأعداء في Reloaded مش متنوعين زي الأجزاء اللي جات بعد كده لكن الـ Locust بييجوا بأشكال مختلفة. فيهم الجنود العاديين وفيهم الكائنات السريعة اللي بتهجم من مسافات قريبة، ومعاهم زعماء زي Berserker اللي بيعتمد على إنك تستخدم البيئة بذكاء عشان تنجو منه. كل مواجهة معمولة بحيث تجبرك تتحرك وتستغل الغطاء بشكل مستمر بدل ما توقف وتطلق نار بشكل عشوائي.
التجربة بتزيد متعة مع وجود الطور التعاوني سواء أونلاين أو Split-screen. إنك تلعب مع صديق وتغطيه أو تعمل خطة صغيرة للهجوم من اتجاهين مختلفين بيخلي اللحظات أكثر حماسًا.
لكن التجربة مش خالية من العيوب. الأسلحة قليلة مقارنة بالأجزاء اللي جات بعده، والأعداء بعد فترة بيبقوا متوقعين. تصميم المراحل نفسه أحيانًا بيكرر نفس النمط وهو منطقة قتال مفتوحة ثم مواجهة مع موجات من الأعداء وبعدها الانتقال لمنطقة جديدة بنفس الفكرة.
الجرافيكس
الجرافيكس في Gears of War Reloaded هو أكتر حاجة بتوضح قد إيه السلسلة لسه محافظة على حضورها القوي حتى بعد مرور السنين. النسخة دي مبنية على شغل نسخة Ultimate Edition لكن متزود لها تحسينات أوضح في الإضاءة والتفاصيل. أول ما تبدأ اللعب هتلاحظ قد إيه المشاهد الخارجية بقت أكتر حيوية، السماء مليانة تفاصيل، والضوء بيتسرب من الشبابيك المكسورة بطريقة بتدي عمق وواقعية. دعم الـHDR بيخلي الألوان القليلة اللي في عالم Gears تبان أوضح وسط الطابع الكئيب اللي متعمد يسيطر على المشاهد.
تصميم الشخصيات هو كمان واخد حقه، الدروع المعدنية عليها لمعان مقنع، والدم والتراب اللي بيغطي الوجوه بيخلي ملامح الحرب باينة بشكل واقعي. الوحوش نفسها متعملالها إعادة صياغة بحيث كل تجعيد وكل خط في أجسادهم يبان أوضح، وده بيخلي المواجهات معاهم مرعبة ومليانة تفاصيل بصرية.
اللعبة شغالة على دقة 4K وسرعة إطارات 60 في الثانية في الكامبين، ومع توفر شاشات أسرع تقدر توصل لمعدل 120 إطار في الثانية في الأونلاين، وده بيخلي التجربة أنعم وأكتر استجابة. لكن برغم التحسينات، تفضل الألوان العامة مائلة للبني والرمادي زي ما تعودنا من الجزء الأول.
التقييم النهائي
8\10
لعبة Gears of War Reloaded مش مجرد إعادة إصدار والسلام لكنها محاولة حقيقية تحافظ على قوة الجزء الأول وتقدمه بجودة تناسب جيل جديد من اللاعبين. الكامبين لسه محافظ على إيقاعه القوي وعلى جو الحرب الكئيب اللي بيشدك من أول لحظة، ومع التحسينات الرسومية والإضافات التقنية التجربة بقت أنعم وأجمل من أي وقت فات. صحيح في عيوب واضحة زي محدودية تنوع الأسلحة والأعداء، لكن في المقابل اللعبة بتقدم واحدة من أنقى تجارب التصويب اللي ممكن تلعبها سواء لوحدك أو مع صديقك في الكواب.