Hell Is Us – مغامرة بتراهن على ذكاء اللاعبين في زمن الخرائط الجاهزة 🎮🔥

وسط سيل الألعاب اللي نزلت في 2025، قليل جدًا اللي قدر يجذب الانتباه زي Hell Is Us. من أول تريلراتها كان واضح إن اللعبة ناوية تقدم تجربة مختلفة عن المألوف، مغامرة غامرة بتكسر القواعد المعتادة وتخليك تعتمد على نفسك بشكل كامل. من تطوير Rogue Factor، بتاخدك القصة لبلد خيالي اسمه Hadea، ممزق بين حرب أهلية وصراع ديني طويل ومطارد بكائنات غامضة تُعرف بالـLymbic Entities. الفكرة إنك تمشي من غير خريطة أو مؤشرات واضحة، وتعتمد فقط على الملاحظات والذاكرة والانتباه، ودي حاجة نادرة جدًا وسط ألعاب النهارده اللي بقت شبه قوائم مهام جاهزة.

اللعبة بتحاول تمزج بين عدة عناصر وهم أجواء سياسية وسوداوية مستوحاة من الحروب الواقعية، لمسات قتال قريبة من ألعاب السولز، واستكشاف وألغاز تذكرك بزمن ألعاب زيلدا الكلاسيكية. Hell Is Us مش لعبة للجميع، لكنها رهان على جمهور عنده صبر وذاكرة قوية وحب للتفاصيل، جمهور عايز لعبة تثق في ذكاءه وتخليه يوصل للأجوبة بنفسه.

فهل Hell Is Us نجحت في ترسيخ نفسها كواحدة من أذكى التجارب الاستكشافية في جيلها، وقدرت تلاقي مكانة خاصة وسط السوق المزدحم؟ أم إن جرأتها في إهمال التسهيلات المعتادة خلّت التجربة متعبة أكتر من كونها ممتعة؟

القصة

أحداث Hell Is Us بتاخدنا لبلد خيالي اسمه Hadea، بلد اتدمر بعد سنين طويلة من الحكم الشمولي اللي حاول يمحي أي تنوع ديني أو ثقافي ويفرض هوية واحدة على كل السكان. الحرب الأهلية اللي اندلعت بعدها خلّت المدن قرى مهجورة، مليانة لاجئين ومقابر جماعية وبلدات واقعة بين نيران الجيوش والفصائل. في وسط الفوضى بيرجع Remi، البطل اللي اتخلى عنه أهله وهو طفل واتهرب برا البلد، لكنه بيرجع بعد سنين طويلة عشان يدور على أصله ويفهم السبب اللي خلا والدته آخر مرة تقوله ما ترجعش.

رحلة Remi مش مجرد بحث عائلي، لأنها بتتقاطع مع لغز أكبر، ظهور مخلوقات مرعبة اسمها Lymbic Entities. الكائنات دي مش مجرد وحوش، دي انعكاس لمشاعر البشر المكبوتة زي الحزن والغضب والخوف، وبتظهر ككيانات هندسية غريبة ملهاش ملامح واضحة، لكنها بتهدد أي شخص يقترب منها. مفيش سلاح عادي يقدر يهزمها، عشان كده لازم يستخدم Remi أسلحة خاصة اسمها Lymbic Weapons مرتبطة بنفس القوى الغامضة.

خلال رحلته بيقابل Remi شخصيات من كل الأطراف، جنود وضحايا ورجال دين متعصبين وناس عادية بتحاول تنجو، وكل شخصية بتكشف جزء من تاريخ Hadea اللي مليان بالخيانة والانقسامات والجرائم اللي اتغطت بدعاوى دينية أو سياسية. ومع الوقت بيتضح إن الحرب مش بس بين البشر لكن كمان ضد كابوس وجودي أكبر، كأن البلد نفسها ولّدت أشباحها من كل جريمة وكل مأساة.

الجيم بلاي

أسلوب اللعب في Hell Is Us مبني على مزيج بين الاستكشاف الحر والقتال التكتيكي. اللعبة من أول لحظة بترفض تمسكك من إيدك، مفيش خريطة، مفيش أيقونات فوق الرؤوس، ولا حتى لوج للمهام. كل اللي معاك بوصلة بدائية وملاحظات بيكتبها Remi، والباقي بيعتمد على تركيزك وربطك للأحداث والمعلومات. عشان كده اللعبة بتشبه تجربة محقق وسط بلد غارق في الفوضى، لازم تقرأ كل ورقة وتفتكر كل كلمة من الحوارات عشان تعرف تكمّل.

الاستكشاف هنا هو قلب التجربة، كل منطقة في Hadea ليها شخصيتها الخاصة. ممكن تلاقي نفسك في مدينة مهجورة مليانة شعارات دعائية قديمة، أو متحف مقلوب بفوضى بتخليك تحس كأنك في لعبة رعب نفسي، أو قرية مدمرة في وسط الغابة. جو كل مكان معمول بعناية بحيث يخليك تاخد وقتك تترجم العلامات وتشوف إيه اللي حصل هنا.

أما القتال فهو الجزء اللي بيكسر صمت الاستكشاف. الأعداء الأساسيين هم Lymbic Entities، كائنات غامضة لازم تواجهها بأسلحة خاصة اسمها Lymbic Weapons. فيه أربع أنواع رئيسية وهم السيف، الفأس المزدوج، الرمح، والسيف الضخم. كل سلاح ليه إيقاع مختلف في القتال، ومعاه نظام Healing Pulse اللي بيديك فرصة تستعيد صحتك لو ضربت العدو وتوقيتك كان مضبوط. ده بيشبه شوية فكرة الـRally من Bloodborne أو الـKi Pulse من Nioh، وبيخلي القتال محفوف بالمخاطرة دايمًا.

القتال بيعتمد على مراوغات وضربات ثقيلة وخفيفة، لكن المشكلة إن تنوع الأعداء محدود جدًا. في بداية اللعبة هتشوف تقريبًا كل الأنماط الأساسية، وبعدها بيتم تكرارهم مع زيادة القوة أو إضافة ميكانيكية زي الـHaze اللي بيخلي بعض الأعداء حصانة مؤقتة. ده بيخلي المواجهات بعد فترة تحس إنها روتينية حتى مع وجود الـGlyphs والقدرات اللي بتفتحها من خلال الاستكشاف.

جانب مهم تاني هو الألغاز والـGood Deeds. الألغاز بتعتمد على ملاحظات وأدلة متناثرة، زي قفل مرتبط باسم طفل أو رموز دينية لازم تترجم معناها. Good Deeds أشبه بمهام جانبية لكنها مش بتتحدد بوضوح، غالبًا هتلاقي غرض في مكان بعيد وبعدين تفتكر شخص ذكر حاجة مرتبطة بيه، ولو ربطت الأحداث توصل للحل. إتمام المهمات دي بيكافئك بعناصر مفيدة زي Glyphs أو معدات.

لكن رغم الأفكار الذكية دي، أسلوب اللعب بيعاني من قيود الحركة. مفيش قفز ولا تسلق ولا سباحة، وده بيخلي الاستكشاف أوقات يتحول لإحباط بسبب عوائق بسيطة زي حجر صغير يمنعك من المرور.

الجرافيكس

الجرافيكس في Hell Is Us هو واحد من أقوى عناصرها وأكثرها تميزًا. اللعبة بتعتمد على ستايل فني يدوي بيجمع بين الواقعية القاتمة والرمزية التجريدية. كل منطقة في Hadea معمولة بعناية تخليها تحكي قصتها من غير كلام: مدن مدمرة مليانة أطلال وملصقات دعاية دينية وسياسية، متاحف مظلمة بتفاصيل سريالية كأنها خارجة من كابوس، وغابات ضبابية مخنوقة بجثث وآثار الحرب. الإضاءة الديناميكية بتلعب دور كبير في ترسيخ الأجواء، سواء في لمعان النيون وسط الدمار أو وهج الحرائق اللي بيكسو المشهد.

تصميم الكائنات الغامضة Lymbic Entities بيسير قشعريرة حقيقية. الكائنات دي شبه أشباح هندسية بتتكون من خطوط وأشكال متداخلة، كأنها تمثيل بصري للألم والحزن. لما يتحركوا أو يظهروا فجأة، بتحس إنك قدام شيء غير بشري بالكامل، تصميم بيوازن بين الرعب النفسي والشكل التجريدي.

تصميم الشخصيات البشرية أقل تميزًا نسبيًا، خصوصًا البطل Remi اللي بيظهر أحيانًا بجمود في التعابير، لكن في المقابل البيئات هي اللي بتخطف الأضواء وتغطي على النواقص دي. التفاصيل الصغيرة زي الرسومات على الجدران، بقايا الحرب، وحتى الكتب والملاحظات المبعثرة، كلها بتساهم في خلق عالم غني وحي.

التقييم النهائي

8\10

Hell Is Us تجربة فريدة وصعبة التصنيف. هي لعبة مغامرات واستكشاف تحمل ملامح ألعاب السولز وألعاب التحقيق، لكنها في جوهرها عمل فني بيحاول يجسد قسوة الحروب وصدى الكوارث الإنسانية في قالب غامض وسريالي. القصة بتحطك وسط بلد محطم بين صراعات سياسية وكائنات غامضة، والجيم بلاي بيعتمد على استكشاف ذكي وصبر طويل أكتر من كونه معارك ملحمية أو تقدم تقليدي. اللعبة مش للجميع، لأن تصميمها أحيانًا قاسي ومتعمد إنه يسيبك تايه من غير خريطة أو مؤشرات واضحة، وده ممكن يرهق لاعبين كتير. لكن للي عنده صبر واستعداد يدخل عالم كئيب مليان ألغاز ورموز، هيلقى تجربة مختلفة عن أي حاجة تانية في 2025.