مستقبل الألعاب المستقلة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا

ضمن سلسلة دعم Xbox للمواهب الصاعدة حول العالم، أُقيمت جلسة مطوري Xbox الخاصة بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا (EMEA). الجلسة جمعت نخبة من الاستوديوهات المستقلة في المنطقة، وقدّمت لمحة متعمقة عن خمس ألعاب جديدة، كلها تحمل توقيع فرق تطوير موهوبة وشغوفة، وتسعى لتقديم تجارب لعب مختلفة وغنية من الناحية الإبداعية والتقنية.

 Winter Burrow – فأر صغير في مواجهة الشتاء الكبير

من قلب الغابات الشمالية الباردة، تقدّم لنا Pine Creek Games لعبة Winter Burrow، وهي تجربة بقاء فريدة تدور حول فأر يعود إلى جحر عائلته المهجور، ويبدأ مغامرة لإعادة الحياة إليه وسط برد قارص وظروف طبيعية قاسية.

اللعبة تمزج بين الأجواء الدافئة للمنزل والشعور بالخطر في الخارج، حيث على اللاعب إدارة 3 مؤشرات رئيسية: الدفء، الجوع، والصحة. يبدأ اللاعب بجمع الحطب والموارد البسيطة لصناعة أدوات مثل الفأس والحبال، ثم يتدرج في استكشاف مناطق خطرة مثل Shadow Pines، حيث يختبئ هناك مخلوقات عدائية ولا يمكن النجاة فيها إلا باستخدام فانوس.

إحدى أهم مزايا اللعبة هو تركيزها على التفصيل البيئي: تساقط الثلج، قوة الرياح، وتغير الإضاءة على مدار اليوم تؤثر فعليًا على حركة اللاعب وقراراته. اللعبة تعتمد أيضًا على مؤثرات بصرية وحرارية توضح مدى التجمّد، مما يجعل كل لحظة خارج الجحر مليئة بالتوتر.

اللعبة مستوحاة من أعمال أدبية مثل Wind in the Willows، ومن ألعاب مثل Don’t Starve، مع طابع إنساني ودافئ يجعلها تجربة مميزة في فئة ألعاب البقاء.

Outbound – حياة الاستقلال على عجلات

من هولندا، قدّمت Square Glade Games لعبتها الواعدة Outbound، وهي محاكاة مبتكرة لحياة التنقل المستدام، حيث يعيش اللاعب في مركبة متنقلة يستطيع تعديلها، التوسّع بها، وبناء قاعدة شخصية فوق سطحها.

اللعبة تبدأ برحلة هادئة في الريف، لكنها سرعان ما تتحول إلى تجربة بناء واستكشاف حرة. يمكن للاعب جمع الموارد، تصنيع الأدوات، وإدارة مصادر الطاقة مثل الشمس والرياح لتشغيل المركبة والأجهزة المختلفة. من خلال الواجهة الديناميكية، يستطيع اللاعب فتح قفل بوابات، تجهيز منضدة عمل، أو طهي الطعام من الأعشاب التي يجمعها في رحلاته.

ما يميز Outbound هو نظام البناء الداخلي والخارجي: يمكن توسيع المركبة عموديًا، بناء غرفة فوق السقف، إضافة نوافذ، أسطح مائلة، وحتى تصميم مطبخ أو حديقة صغيرة متنقلة. كل هذه العناصر تطوى تلقائيًا عند قيادة المركبة، مما يتيح التنقل بحرية دون التضحية بالبناء.

خلال العرض، شوهدت طائرات صغيرة تطير في الأجواء وقد أشار المطورون إلى أن إضافة مركبات طائرة هي فكرة واردة على خارطة التطوير. اللعبة تدعم اللعب الفردي والتعاوني، وتمنح اللاعبين الحرية المطلقة في تحديد شكل مغامرتهم سواء وحدهم، أو رفقة الأصدقاء على طريق مجهول.

Hela – عالم سحري من منظور فأر

من السويد، استعرضت Windup Games لعبتها الجديدة Hela، وهي لعبة مغامرة مفتوحة من منظور فأر صغير يُدعى “Familiar” يرافق ساحرة طيبة مريضة ويحاول مساعدتها في استعادة توازن العالم من حولها.

تدور أحداث اللعبة في بيئة مستوحاة من الريف السويدي، مليئة بالحياة البرية، الورش، الأنهار، والمخلوقات المتنوعة. يتميز البطل بحقيبة ظهر سحرية على هيئة ضفدع، يمكن استخدامها كخطاف، منطاد، أو وسيلة للسباحة والطيران.

اللعبة تمزج بين الاستكشاف، حل الألغاز، اللعب التعاوني (حتى 4 لاعبين)، وصناعة الأدوات. إحدى الميكانيكيات المميزة هي “الظل” نسخة ثانية من نفسك تساعدك في الألغاز عندما تلعب بمفردك. الأسلوب الفني مفعم بالألوان والدفء، والموسيقى التصويرية من مؤلفي Unravel تضيف طابعًا حالمًا على التجربة.

Hela لا تركز على القتال، بل على الإبداع، التعاون، ومتعة اللعب في عالم طبيعي سحري، وهي واحدة من أكثر المشاريع بهجة وإنسانية في الجلسة.

The Alters – عندما تصبح نسخك هي أعظم حلفائك وأخطر أعدائك

قدمت 11 Bit Studios البولندية مشروعها الطموح The Alters، وهي لعبة بقاء وسرد نفسي تدور حول “يان”، عامل مناجم تحطمت مركبته على كوكب معادٍ، فيجد نفسه مضطرًا لتشغيل قاعدة كاملة وحده.

لكن يان لا يستطيع وحده إنقاذ نفسه، فيستخدم مادة غريبة تُدعى Repidium لصنع “نسخ بديلة” من نفسه، كل واحدة منها بشخصية، ماضٍ، ومهارات مختلفة. ما بدأ كحل تقني، يتحول إلى تجربة إنسانية معقدة: هذه النسخ تتفاعل، تتجادل، وقد تثور.

اللعبة تدمج بين إدارة الوقت، الموارد، العلاقات النفسية، واتخاذ القرارات الأخلاقية. كل نسخة تمتلك خلفية درامية، مثل “التقني” الذي عاش حياة مختلفة واتخذ قرارات يندم يان الحقيقي على عدم اتخاذها.

أسلوب اللعب يتضمن إدارة قاعدة ضخمة بمنظور جانبي، مع تنقل خارجي في عالم ثلاثي الأبعاد مفتوح. The Alters ليست مجرد لعبة بقاء، بل تجربة فلسفية عميقة تطرح سؤال ماذا لو كنت شخصًا مختلفًا؟

Moonlighter 2: The Endless Vault – عندما يلتقي الزنزانة بالمتجر مرة أخرى

أخيرًا، قدّمت Digital Sun الإسبانية الجزء الثاني من لعبتها المحبوبة Moonlighter، بعنوان The Endless Vault. اللعبة تحتفظ بجوهرها الأساسي: محارب يستكشف الأبراج المحصنة بالليل، وتاجر يبيع غنائمه بالنهار—لكن هذه المرة، في عالم ثلاثي الأبعاد كامل وبتفاصيل أعمق بكثير.

المعركة أصبحت أكثر ديناميكية، مع أسلحة متنوعة وأنظمة “Perks” وتعديلات داخل الزنزانة تغير طريقة اللعب في كل جولة. اللاعب يتحكم في حقيبة الظهر بطريقة استراتيجية، حيث تؤثر طريقة ترتيب العناصر على التفاعل بينها وعلى الأرباح عند العودة للمتجر.

المتجر نفسه لم يعد مكانًا للبيع فقط، بل تجربة كاملة بحد ذاتها: يمكن بناء استراتيجيات بيع، تحقيق “سلاسل أرباح”، استغلال أحداث عشوائية، وتحقيق تآزرات تزيد من قيمة السلع.

Moonlighter 2 تقدم توازنًا مثاليًا بين التحدي، التخصيص، والعمق الاستراتيجي، وتعد واحدة من أقوى العناوين القادمة في مشهد الألعاب المستقلة.

دعم Xbox المستمر للمطورين في منطقة EMEA

منذ انطلاق برنامج ID@Xbox عام 2013، دفعت Xbox أكثر من 5 مليار دولار للمطورين المستقلين. وتم الإعلان مؤخرًا عن دعم أكثر من 1,000 لعبة لميزة Xbox Play Anywhere، ما يتيح اللعب على Xbox وPC مع الحفاظ على التقدم والمشتريات.

كما دعمت Xbox أكثر من 200 فريق تطوير حول العالم من خلال برامج مثل:

• Developer Acceleration Program: دعم مالي وفني للمشاريع الجديدة.

• Game Camps: ورش عمل تطويرية في عدة مناطق حول العالم.

• Game Pass Exposure: تقديم الألعاب لجمهور عالمي من خلال الاشتراك الشهري.

في عالم الألعاب المستقلة، حيث الشغف هو المحرك الأول، تبرز مبادرات مثل جلسة مطوري Xbox لمنطقة EMEA كمنصات حيوية تمنح هذه الفرق مساحة للتألق، وسرد حكاياتها بطرق مبتكرة وفريدة. خمس ألعاب، خمس رؤى مختلفة، لكن ما يجمعها جميعًا هو الإيمان بأن الإبداع لا يعترف بالحدود. وبين فأرٍ يتحدى الشتاء، ومركبة تعبر الريف، وعوالم سحرية أو وجودية، تؤكد Xbox من جديد التزامها بدعم الأصوات الجديدة التي تصنع تجارب الغد، اليوم.