أنا لما سمعت إن سلسلة DOOM راجعة بجزء جديد واللي هو DOOM: The Dark Ages، كان أول إحساس جالي هو الحماس… وبعده على طول شوية قلق. السلسلة دي من أكتر الألعاب اللي بتقدّم تجربة دمويّة، سريعة، وصاخبة من أيام الطفولة لحد دلوقتي. وكنت دايمًا شايف إن كل جزء جديد منها بيحاول يثبت نفسه بشكل مختلف.

لكن السؤال كان بعد كل السنين دي، ولسه السلسلة مكملة… يا ترى لسه عندها حاجة تقولها؟ لسه قادرة تخلينا نعض على دراعنا من كتر الحماس؟ ولا خلاص، النار بردت؟ طيب ما تيجوا نشوف؟!

القصة

لو كنت متوقع قصة معقدة زي ألعاب القصص الكبيرة، فـ DOOM عمرها ما كانت كده، والجزء ده مكمل على نفس النهج. القصة في Dark Ages بتدور حوالين صراع قديم بين البشر والشياطين، في عالم اسمه Argent D’Nur. في بطل واحد، وده أنت، مطلوب منك توقف Prince Ahzrak، أمير الجحيم، اللي بيقود جيش لا نهائي من الوحوش.

فيه شخصيات جانبية، زي الملك Novik والمجلس بتاعه، بس هما موجودين أكتر عشان يدوا خلفية للمواجهات، مش عشان يقودوا دراما إنسانية. ومشاهد السينماتيك بقت أكتر من الأجزاء القديمة، وده حلو، لأنه بيخلي فيه إحساس بالمهمة، بالمكان، وبالناس اللي انت بتحارب علشانهم.

بس رغم كده، القصة سطحية نوعًا ما. يعني هي موجودة، بس مش معمّقة. مفيش لحظات مفاجأة جامدة أو تطورات درامية. كل حاجة واضحة من البداية، ومعروفة. بس الصراحة، اللعبة ما بتضحكش علينا، هي بتقولك من الأول إنها جاية تديك أكشن، مش قصة.

الجيم بلاي

هنا بقى اللعبة فعلاً بتفرق نفسها. نسيبك من الـ Double Jump والـ Dash بتوع DOOM Eternal، اللي كنت بتطير فيهم زي نينجا. دلوقتي، أنت بقى عندك درع، مش درع للزينة، لا، درع ينفع كسلاح، كحماية، وكأداة للقتل.

الدرع بيخليك تقدر تصد ضربات، تهاجم بيه، أو حتى ترميه زي الشاكرا بتاعة كابتن أمريكا، ويرجعلك تاني! وده خلق نوع جديد تمامًا من القتال بدل ما تفضل تهرب وتلف حوالين الوحوش، انت ممكن تفضل في مكانك، تواجه الهجمة وتردها بنفس القوة، وتحس إنك دبابة بشرية ماشية في جهنم.

الأسلحة برضو مختلفة. فيه بندقية بعيدة المدى عاملة زي القناصة، فيه مسدس بيرمي طلقات عظم، وفيه منشار على شكل درع. الأسلحة مش متفرعة في أوضاع إطلاق كتير زي زمان، بس كل واحدة ليها شعورها الخاص، وصوتها المميز، ووزنها اللي يخليك تحس إنك ماسك حاجة تقيلة فعلًا.

في أول شوية ساعات من اللعبة، الجيمبلاي بيبقى تقيل شوية، وبتحس إنك بتتخبط، خاصة لو متعود على السرعة. بس لما تتأقلم، بتبدأ تحس بقيمة كل أداة، كل زر، وكل حركة.

لو كنت بتحب فكرة إنك تطير وتتنطط في كل مكان، فـ Dark Ages هتكسر قلبك شوية. الحركة هنا تقيلة، محسوبة. كل خطوة لها صوت، وكل قفزة بتحس إنها بتكسر الأرض تحت رجلك. مفيش الـ Dash ولا القفزات المضاعفة، لكن فيه بديل وهو الثقل. الإحساس بالقوة اللي في كل حركة.

الناس اللي بتحب الحركة السريعة ممكن يحسوا إن ده Step Back، بس أنا شايفه خطوة مختلفة مش أكتر. اللعبة خدت قرار واعي إنها تغيّر طريقتها في التنقل، وده خلى المواجهات يبقى ليها طابع مختلف: أكتر تخطيط، أكتر صد ورد، وأكتر عنف مباشر.

اللعبة واخدة أسلوب المراحل المفتوحة شوية، فيها مناطق كبيرة أو Hubs بتقدر تستكشفها براحتك، تلاقي فيها أسرار، تحديات، وحتى مهام جانبية. مفيش خطية بحتة زي الأجزاء القديمة، وده بيخلي فيه إحساس إنك جوه عالم فعلاً، مش مجرد ممرات.

بس برضو، في بعض الأوقات، المراحل بتحسها كبيرة على الفاضي. فيه فراغات، وأماكن مش مستغلة، والأسرار مش دايمًا بتحتاج شطارة عشان تكتشفها. يعني رغم إن الحرية كانت خطوة كويسة، التنفيذ في بعض الأماكن كان محتاج صقل أكتر.

الجرافيكس

اللعبة مش طالعة تنافس على لقب “أجمل لعبة في السنة”، بس بتقدملك شكل بصري مناسب تمامًا للجو اللي عايزة توصله. كل حاجة مرسومة بخشونة، بعتمة محسوبة، والإضاءة المستخدمة بتلعب دور كبير في خلق التوتر مفيش ألوان فاقعة، مفيش بريق مبالغ فيه، كل زاوية بتحس إنها متعمّدة تكون مضلمة، فيها تهديد، فيها رهبة.

تصميم الوحوش مخيف بمعنى الكلمة، مش مجرد أشكال غريبة وخلاص، لأ، تحس إنهم طالعين من كابوس شخصي. والأسلحة كمان ليها شكل وصوت يخليك تحس بكل ضغطة زر كأنها انفجار، وده بيزود الإحساس بالقوة اللي بتحسها طول ما إيدك على الماوس أو الكنترولر.

أما بقى المشاهد السينمائية فاللي حصل هنا يستاهل كلام خاص. اللعبة استخدمت السينماتيك مش كزينة، لكن كجزء من البُنية العامة. مفيش cutscenes كتير بتكسر الريتم، لكن اللي موجود معمول باحترام للتجربة. الحركات متقنة، الكاميرا ذكية، وزوايا التصوير بتحسسك إنك جوا فيلم حربي فانتازي مظلم.

فيه تركيز واضح على إن كل لحظة سينمائية تخدم الإحساس العام، مش مجرد تشرح حاجة، بل توصل حالة. وده حسسني طول الوقت إن حتى وأنا مش بلعب، لسه جزء من المشهد. مفيش لحظة حسيت فيها إن اللعبة بتفصلني عن اللي بيحصل… كل حاجة كانت ماشية بسلاسة، ومن غير حشو.

التقييم النهائي 

9.5\10

لعبة DOOM: The Dark Ages مش جاية تكرر اللي فات، لكنها برضه ما نسيتش هي مين. تجربة مختلفة عن اللي تعودنا عليه، أبطأ وأتقل، لكن مليانة قوة ودم ودرع يفرم. لو كنت مستعد تغيّر طريقتك في اللعب وتخوض معركة بشكل جديد، اللعبة دي هتعجبك. ولو مش قادر تتقبل التغيير، ممكن تحس إنك تايه. بس بالنسبة لي؟ كانت تجربة مختلفة… وممتعة جدًا.