Lost Soul Aside: من حلم مطوّر فردي لأسطورة مؤجلة في عالم الأكشن

من النادر جدًا إن لعبة إندي تتحول من مجرد فكرة على يوتيوب لمشروع عالمي بالشكل اللي حصل مع Lost Soul Aside. القصة بدأت سنة 2016 لما مطوّر صيني شاب اسمه Yang Bing نشر فيديو قصير بيعرض لعبة بيشتغل عليها لوحده، فيها بطل بشَعر طويل بيقاتل وسط بيئات خيالية بجرافيكس مبهر بشكل صعب تصدّقه من شخص واحد. الفيديو فجّر الإنترنت وقتها، والكل بدأ يتكلم عن “اللعبة الغامضة” اللي شكلها واخد روح Final Fantasy Versus XIII اللي كانت الجماهير لسه زعلانة من إلغائها. وسط ده كله، سوني شافت في المشروع فرصة، ودخلت تدعمه رسميًا ضمن مبادرة China Hero Project، عشان يتحول حلم مطوّر فردي إلى لعبة AAA شبه كاملة. ومن هنا بدأت رحلة تطوير طويلة جدًا استمرت تقريبًا عشر سنين، مليانة تغييرات، تأجيلات، واستعراضات قليلة كانت بتولّع الحماس كل مرة. ومع كل سنة تمر، اللعبة اتحولت من مجرد مشروع واعد للعبة بقت رمز لفكرة “اللعبة الحلم” اللي اتأخرت قوي في الظهور، والكل مستني يشوف هل فعلاً هتكون على قد الهايب، ولا هتبقى مجرد ذكرى منسية؟

فهل بعد كل السنين دي من الانتظار والدعم والهايب الضخم، هل قدرت Lost Soul Aside تقدم تجربة كاملة تليق باسمها وتثبت إن المطوّر كان عنده رؤية تستحق؟ والأهم، هل فعلاً اللعبة دي مختلفة كفاية عشان تعيش وسط ألعاب الأكشن العملاقة زي Devil May Cry وFinal Fantasy، ولا هتكون مجرد محاولة طموحة وقعت ضحية المبالغة في التوقعات؟ طيب ما تيجوا نشوف؟

القصة

قصة Lost Soul Aside بتدور حوالين شاب اسمه Kaser، واحد من مقاتلي جماعة مقاومة اسمها Glimmer، بيحاولوا يوقفوا توسع إمبراطورية ضخمة بتفرض سيطرتها بالقوة. وسط الحرب دي، حياته بتتقلب تمامًا بعد هجوم مدمر بتتعرض له مدينتهم، وفيه بتتسرق روح أخته Louisa قدّام عينيه. في لحظة اليأس دي، بيتقابل مع كيان غامض على شكل تنين قديم اسمه Arena، كان محبوس لقرون، واللي بيتّحد معاه ويديله قوى خارقة تخليه يواجه الخطر الجديد المسمى Voidrax، كائنات غريبة جاية من بُعد تاني وبتحاول تبتلع العالم كله.

اللي يخلي القصة مثيرة للاهتمام هو العلاقة الغريبة بين Kaser وArena، تنين ساخر وصريح على طول الخط، بيعلق على كل حاجة وبيوازن جدّية الأحداث بنوع من الكوميديا السوداء. الرحلة اللي بتبدأ كـ “محاولة إنقاذ أخت” بتتحول تدريجيًا لمعركة وجودية ضد تهديد بيهدد البشرية كلها. ومع التقدم في القصة، اللاعب بيتنقل بين مدن مدمرة، أراضي قاحلة، وأبعاد غريبة فيها ألغاز وأساطير مرتبطة بتاريخ الـVoidrax نفسه.

لكن رغم إن الخطوط العريضة واضحة ومليانة عناصر ملحمية، الأسلوب اللي بتتحكي بيه القصة ساعات بيبان متسرّع ومليان قفزات غير مبررة، كأنها محاولات لتعويض طول سنين التطوير. الحوارات بين الشخصيات أحيانًا بتكون سطحية، ومفيش وقت كفاية يتبني بيه عمق للعلاقات أو يتحسس اللاعب وزن الخيانة والتحالفات اللي المفروض تشكل محور الأحداث. ومع ذلك، اللحظات الكبيرة – زي مواجهة الأخت أو لحظة اندماج Kaser مع Arena لأول مرة – بتفضل قوية وبتدي إحساس إن اللعبة عندها لحظات بتعرف تلمس المشاعر حتى وسط كل العشوائية.

الجيم بلاي

اللعبة بتقدّم تجربة أكشن هاك آند سلاش قريبة من روح ألعاب الـPS2 لكن بلمسات حديثة. كل مرحلة خطية تمشيك وسط بيئات متنوعة فيها معارك وألغاز خفيفة ومقاطع منصات، وغالبًا تنتهي بفايت زعيم. البداية بطيئة ومقيدة لكن مع فتح أدوات أكتر الكومبات يبان جماله ويظهر قد إيه فيه حرية وعمق.

الأساس هو السلاح المتحوّل اللي بيضم أربع أشكال رئيسية سيف وخنجر ثقيل وبول بليد شبيه بالرمح ومنجل. التبديل بينهم لحظي حتى في الجو من غير ما يقطع الكومبو، وده يفتح فرص إنك تبني سلاسل هجومية طويلة وممتعة. كل سلاح له دوره الواضح، من خفة السيف لثقل الـGreatsword، ومن مدى البول بليد لمرونة المنجل اللي يشتغل كخطّاف في بعض المناطق.

الدفاع له وزنه، عندك تفادي مثالي يبطئ الزمن ويفتح هجمة مرتدة، وصد مثالي للهجمات المعلّمة باللون الأزرق يكسّر ميزان الخصم بسرعة. الأعداء نفسهم عندهم عداد كسر بيتهجدهم شوية لما يتملاه فتقدر تستغل اللحظة وتفرمهم. وفي المقابل البطل عنده عداد ستامينا يمنع الإسراف في المراوغة والصد ويخلي المعارك فيها مخاطرة محسوبة.

Arena التنين المرافق ليك بيساندك طول القتال بقدرات دعم زي هجمات عنصرية أو مناطق علاجية، ومع الوقت تقدر تدمج معاه وتطلق ضربات مدمرة. نظام المهارات بيخليك توسع حركاتك تدريجيًا وتفتح نسخ مختلفة لنفس الموف مع مزايا وقيود، بالإضافة لإكسسوارات تزوّد الكريتيكال أو الستاجر أو تضيف عنصر للسلاح.

الزعماء هم أبرز ما يميز التجربة. كل واحد ليه أكثر من مرحلة وهجمات متنوعة، أحيانًا يضيفوا ميكانيك جديدة زي الاختباء من ضربة قاضية أو مواجهة وسط ضباب. اللحظات دي بتختبر فعليًا كل اللي تعلمته وبتخلي المواجهة قمة الحماس.

بعيدًا عن القتال، اللعبة بتحطك قدام منصات وألغاز بسيطة، ممتعة في الأول لكنها بتتكرر مع الوقت، وبتظهر عيوب التحكم في القفز اللي أحيانًا يميل للخفّة. الأسلحة نفسها بتدخل في التنقل زي المنجل اللي يشتغل كخطاف أو البول بليد اللي يضرب سويتش بعيد.

فيه كمان أبعاد متفرقة عبارة عن تحديات وقتية بتلاقيها موزعة في المراحل، فيها جوائز كويسة وتقدر تعيدها من الهب الرئيسي. بعد إنهاء القصة بيتفتح Boss Rush وأنماط صعوبة أعلى للي يحبوا يختبروا مستواهم.

رغم كل ده في مشاكل تصميم مزعجة، زي إن الحفظ مربوط بـNPC محدد من غير أوتو سيف بعد كل فايت كبير، أو إن شجرة المهارات ممكن ما تتفتحش لو ما كلمتش شخصية معينة في البداية.

الجرافيكس

Lost Soul Aside حاولت توازن بين أسلوب فني متأثر بفاينل فانتسي الحديثة ولمسات من ألعاب الأكشن اليابانية، والنتيجة شكل مبهر أحيانًا لكنه مش دايمًا متماسك. البيئات متنوعة جدًا، من مدن مضاءة بأنوار نيون لصحاري ومناطق جليدية ومعابد قديمة، وكل مكان فيه تفاصيل دقيقة تخلي العين تسرح وسط المشهد حتى لو المراحل خطية. بعض الخلفيات تبان كأنها لوحات، خصوصًا مع الإضاءة الديناميكية اللي بتغير إحساسك بالمنطقة مع الوقت أو الأحوال الجوية.

تصميم الشخصيات من أكتر الحاجات اللافتة، خصوصًا بطل اللعبة Kaser اللي شكله بيمزج بين ستايل الأنمي والواقعية، بأزياء سوداء لامعة وتفاصيل دقيقة في القماش والأسلحة. نفس الكلام ينطبق على الشخصيات التانية، من الجنود العاديين لحد الزعماء العملاقة اللي بتتزين بحركات سينمائية ومؤثرات بصرية بتملأ الشاشة. وقت المواجهات الكبيرة اللعبة فعلاً تقدر تبهر، سواء في الانفجارات أو المؤثرات السحرية أو حتى طريقة سقوط العدو بعد الضربة القاضية.

لكن رغم الجهد المبذول، واضح إن المشروع مر برحلة تطوير طويلة وسيب أثره. في أوقات معينة الشخصيات تحسها متجمدة، تعبيرات الوجه قليلة أو متكررة، وحركات الجسم مش دايمًا سلسة وبتبان خشنة جنب المؤثرات عالية الجودة. كمان المناطق الداخلية أقل إبهار من الغابات أو المدن، وبعضها يبان شبه فارغ أو قديم مقارنة بباقي التصميمات.

من ناحية الأداء، Lost Soul Aside بتشتغل بشكل كويس على PS5 من غير مشاكل كبيرة، لكن في بعض اللحظات زي الأوتوسيف أو المعارك اللي مليانة مؤثرات بتحصل هبوط بسيط في الفريمات أو تهنيجات قصيرة. المشكلة الأكبر كانت في المؤثرات الصوتية، لأنها مش بنفس جودة البصريّات، وأصوات الضربات مثلًا مابتديش إحساس القوة اللي باين على الشاشة.

التقييم النهائي

7\10

رغم المشاكل الواضحة في السرد وضعف الكتابة والتقطيع العشوائي للمشاهد، Lost Soul Aside قدرت تعوض ده بجيم بلاي ممتع ومعارك زعماء قوية وتصميم أسلحة متنوع بيشجعك على التجربة والتبديل المستمر. اللعبة واضحة إنها اتأثرت بفترة تطوير طويلة، وده انعكس على عدم توازن بعض عناصرها. لكنها في نفس الوقت قدمت قتال سريع ومرضي، ورسومات مبهرة في أوقات كتير. التجربة في مجملها مش مثالية ومليانة عيوب، لكنها بتقدم نوع أكشن ياباني كلاسيكي افتقدناه من فترة، وهتلاقي فيها متعة حقيقية لو دخلت مركز على القتال أكتر من أي حاجة تانية.