لما سمعت لأول مرة عن MindsEye، اتحمست جدًا. لعبة أكشن ومغامرات، من تطوير ستوديو Build a Rocket Boy وإخراج Leslie Benzies (واحد من مطوري GTA السابقين) يعني ناس عندهم خلفية تقيلة في الصناعة، وباين من التريلر إنها لعبة ضاربة، فيها مشاهد سينمائية وشغل جرافيكس عالي، وبتتكلم عن الذكاء الاصطناعي والسيطرة التكنولوجية، فقلت دي غالبًا هتبقى مرشحة للعبة السنة.

بس أول ما فتحت اللعبة وبدأت ألعب، حسّيت إن في حاجة مش مظبوطة… هل فعلاً اللي اتعرض في التريلر هو نفس التجربة اللي هتعيشها؟ هل الأفكار اللي ورا القصة اتنفذت بالشكل اللي تستحقه؟ ولا اللعبة وقعت في فخ التكرار والنمطية والأداء السيء؟

القصة

القصة بتحاول تقدم موضوع كبير عن جندي اسمه يعقوب دياز، اتعرض لحادث أفقده ذاكرته، وسبب الحكاية دي جهاز اسمه MindsEye متوصل في رقبته. المفروض إن الجهاز ده بيخزن ذكرياته أو بيتحكم فيها، ومن هنا تبدأ رحلته لاكتشاف ماضيه، وفهم إيه اللي بيحصل حوالينه، وليه في فساد تكنولوجي بيهدد المدينة اللي هو فيها.

الفكرة على الورق مثيرة، بس التنفيذ سيء جدًا. من أول ساعة في اللعبة وأنا مش حاسس بأي ارتباط بالبطل، لا من ناحية الكتابة ولا من ناحية الأداء. يعقوب شخصية سطحية جدًا، كل حواراته ميكانيكية، وردود أفعاله باردة؛ ومفيش أي حاجة تخليني أهتم بيه أو بالمصير اللي رايح له. هو مجرد وسيلة تتنقل بيها جوه المهام مش أكتر. أما باقي الشخصيات تحصيل حاصل. كلهم كأنهم مستنسخين من أفكار مكررة قديمة، مفيش أي مفاجأة، مفيش أي تعقيد.

الجيمبلاي

أسلوب اللعب هو أكتر حاجة خيبت أملي. من أول لحظة بتحس إن اللعبة بتحاول تقلد ألعاب تانية من غير ما تضيف لمستها. المطاردات، ومشاهد التصويب، والتنقل بالعربيات، كلها متكررة وبنفس الشكل. حتى أول مهمة في اللعبة مطاردة عربية بطائرة درون كانت تقليدية جدًا ومفيهاش أي ابتكار، وده مؤشر مقلق لباقي المهمات.

اللعبة بتتبع نظام نمطي واللي هو تنقل من مكان لمكان، وتضرب نار، وتركب عربية، وترجع تضرب نار. وهكذا. مفيش حرية حقيقية في التنقل، ولو حاولت تطلع برا مسار المهمة اللعبة هتفشلك. فحرفيًا أنت ماشي في ممر مغلق ملفوف على شكل مدينة مفتوحة، بس جوهره خطي جدًا.

نظام القتال نفسه متعب. الذكاء الاصطناعي للأعداء ضعيف جدًا جدًا جدًا. يا إما بيقفوا مكانهم زي تماثيل، يا إما بيجروا عليك بشكل غبي. مفيش أي إحساس بالخطر، مفيش تكتيك، وممكن تقتل مجموعات كاملة من الأعداء وانت مستخبي ورا حيطة واحدة. الأسلحة صوتها عادي، إحساس الإطلاق ممل، والضربات مفيهاش أي وزن أو عنف حقيقي يخلي المعركة ممتعة.

التنوع في المهمات شبه معدوم. بعد أول كام مهمة بتحس إنك شفت كل حاجة اللعبة هتقدمها، وكل مرة نفس السيناريو بيتكرر. مفيش لحظات مميزة، مفيش تحدي حقيقي، ولا حتى حاجات جانبية تخليني أخرج عن الخط الرئيسي واستكشف.

الجرافيكس

لو في حاجة فعلاً قدرت اللعبة تقدمها بشكل كويس، فهي الجرافيكس. المدينة متصممة بشكل جميل، خصوصًا الإضاءة اللي بتخليك تحس فعلاً إنك في عالم مستقبلي. التفاصيل في المباني، في ملامح الشخصيات، في الخلفيات، كلها باينة متعوب عليها.

لكن، الجمال ده ملوش قيمة لو هو مجرد قشرة. الجرافيكس لوحده عمره ما هيشيل لعبة فاضية. أنا فعليًا كنت بقف أتصور وأتفرج على المناظر أكتر ما بلعب، وده مش بسبب جمال اللعبة، بل بسبب ملل الجيمبلاي.

كمان الجرافيكس هنا بيخدع. بيخليك تتوقع تجربة قوية، بس الحقيقة إن اللعبة من جوا فاضية. يعني زي ما تقول شوف منظر بيت من برة وتقول واو، بس لما تدخله تلاقيه مهجور.

الأداء

على مستوى الأداء، اللعبة عندها مشاكل واضحة. أنا جربتها على PC، ووجهت تقطيع كتير في الفريمات. فيه جليتشات بتيجي فجأة، سواء في حركة الشخصيات أو تداخل الأجسام في بعضها. في مرة حصلتلي مشكلة إن المهمة متكملش علشان شخصية لازم أتكلم معاها ما ظهرتش أصلاً.

المشكلة الكبيرة إن اللعبة شكلها ماخدتش وقتها في التجريب الكافي قبل الإطلاق، وكأنها اتسحبت من الفرن وهي لسه عجينة. باين إن فيه استعجال شديد، وده خلى مشاكل الأداء تطفو على السطح بسرعة.

التقييم النهائي

4\10

MindsEye من الألعاب اللي كان عندها فرصة تبقى مشروع ضخم، عندها فكرة قوية، وعندها أدوات إنتاج باين إنها غالية. لكن للأسف، كل الحاجات دي كانت مجرد تغليف حلو لمنتج جواه مفيش حاجة. القصة ضعيفة ومش مترابطة، الشخصيات مفيش فيها روح، الجيمبلاي مكرر وممل، والأداء مضروب. الجرافيكس هو الحاجة الوحيدة اللي قدرت أقول إنها تستحق التقدير، بس حتى ده مش كفاية. لما اللعبة كلها من جوا مهلهلة، الرسوميات بتبقى مجرد غطاء لفراغ كبير.

أنا شخصيًا حسيت إن اللعبة دي كانت فرصة ضايعة. مش بقول إنها أسوأ لعبة لعبتها، لكن بالتأكيد واحدة من أكتر الألعاب اللي خيبت ظني، خصوصًا إني كنت متحمس ليها جدًا.