لعبة “Unknown 9: Awakening” تعتبر خطوة مجازفة في صناعة الألعاب، لأنها بتحاول تجمع بين الأكشن والمغامرات والسرد القصصي، وفي نفس الوقت بتقدم دعم لعدد كبير من اللهجات العربية المختلفة. اللعبة دي تم تطويرها من قِبل استوديو Reflector Entertainment، وده أول مشروع ليهم، في حين إنها نزلت تحت اسم شركة النشر العملاقة Bandai Namco Entertainment. العرض الدعائي للعبة تم الكشف عنه لأول مرة في حفل افتتاح Gamescom Live لسنة 2020، وقدر يلفت انتباه كتير من الناس. بس للأسف، اللعبة اتعرضت لعدد من التأجيلات في إصدارها، ولكن هل التأجيلات كانت مبررة؟ وفعلًا اللعبة قدرت تدي شيء جديد ومميز ولا للأسف اللعبة كانت فشلة بلا هدف؟ فيلا نشوف مع بعض اللعبة بتقولنا إيه؟!
قصة اللعبة
القصة بتدور حوالين البطلة “هارونا”، وهي شابة عايشة في أحياء فقيرة بالهند. من وهي صغيرة، كانت دايمًا حاسة إنها غريبة عن العالم اللي حواليها، وكانت دايمًا خايفة وضعيفة. حياتها بتاخد منحنى تاني تمامًا لما تكتشف إنها بتملك قدرة غامضة اسمها “الطيّة”، ودي عبارة عن بُعد موازي بيديها فرصة إنها تأثر على العالم اللي حواليها بطرق خارقة للطبيعة.
القصة بتبدأ لما هارونا تقابل شخصية غامضة بتبقى معلمتها، وبتبدأ تعلمها إزاي تتحكم في القدرات اللي عندها. على مدار القصة، هارونا بتكتشف أبعاد جديدة للوجود، وبتتعلم إزاي تستخدم قدراتها عشان تتحكم في الزمان والمكان بشكل أكبر. لكن مع الوقت، بتلاقي نفسها في صراع مع “جماعة السنة الكبيسة”، وهي منظمة سرية عندهم خطط إنهم يستغلوا القدرات دي لتحقيق مصالحهم الخاصة.
القصة بتحتوي على عنصر التشويق والغموض بشكل كبير، وبتلعب على فكرة إنك ممكن تتنقل بين عوالم مختلفة وتقدر تأثر على العالم الحقيقي بطرق غير تقليدية؛ وعلى الرغم من إن الفكرة دي على الورق تبدو رائعة ومثيرة، لكن التنفيذ في اللعبة نفسها ماكانش بنفس المستوى. كانت فيه فترات طويلة من اللعبة بتحس إن القصة متقطعة، والشخصيات مش متطورة كفاية عشان تحس إنك مرتبط بيهم.
الجيم بلاي
هارونا، بطلة اللعبة، عندها قدرة مميزة جدًا اسمها “الطيّة”، وهي قدرة بتسمح لها تتحكم في الواقع اللي حواليها بطرق مختلفة. “الطيّة” بتدي هارونا إمكانيات كبيرة تستخدمها زي ما هي عايزة بناءً على تفكيرها. مثلًا، لو فكرت إنها تسيطر على جسم العدو اللي قدامها، تقدر تعمل ده حرفيًا، عن طريق إنها تنقل روح العدو لمكان تاني مؤقتًا وتستحوذ على جسمه؛ وهي في جسم العدو، تقدر تستخدم قدراته الخاصة كأنها مكانه بالضبط؛ أو لو عايزة تتحكم في حركة الأعداء، ممكن تسحبهم ناحيتها أو تدفعهم بعيد عنها. مثلًا، لو عدو واقف جنب أنبوب متفجر، تقدر تدفعه ناحيته وتفجره.
اللعبة بتتيح ليك كمان إنك تستخدم البيئة المحيطة ضد الأعداء، زي إنك تفجر أنابيب أو توقع سقف على حد. وفيه حاجات تانية زي الشعل اللي تقدر تستخدمها لتحرق الأعداء؛ والقدرة ما بتقفش عند كده، ممكن كمان تخليك تختفي تمامًا وتتحرك بين الأعداء من غير ما حد يلاحظك؛ وده بيفتح لك مجال إنك يا تهرب منهم وتستخبى، يا تقتلهم بصمت بدون ما حد ياخد باله. لكن للأسف، قدرة الاختفاء دي مدتها قصيرة، على عكس قدرة الاستحواذ اللي بتديك وقت أطول تستخدمها. ده اللي خلا التسلل في اللعبة مش مميز قوي، لأن الخيارات المتاحة للتخلص من الأعداء كانت قليلة ومتكررة. التسلل كان محدود ومافيش فيه تنوع كبير يخلي التجربة أكثر إثارة.
أما بخصوص القتال في اللعبة، فهارونا ما عندهاش سلاح تعتمد عليه، وبتعتمد بشكل أساسي على “الطيّة” والضربات اليدوية. القتال كان بسيط ومباشر، من غير تعقيد أو تحديات مميزة. سواء كنت بتستخدم “الطيّة” أو بتعتمد على الضربات العادية، هتحس بسرعة إن القتال مكرر ومش بيقدم الجديد اللي يخليك تتحمس. فا للأسف اللعبة كان عندها إمكانيات كبيرة لتقديم تجربة غنية ومعقدة باستخدام “الطيّة”، لكن في النهاية التحديات كانت أقل من المتوقع، وده خلا التجربة سطحية في كتير من الأوقات.
الجرافيك والأداء التقني
للأسف، الجرافيك كان دون المستوى المتوقع. اللعبة نزلت على الجيل السابق من الأجهزة، وده ماكانش مبرر لجودة الرسوميات المتواضعة، خصوصًا لما نلاقي إن فيه ألعاب تانية نزلت على نفس الجيل وكانت مبهره بصريًا زي “God of War Ragnarok”. الرسوميات في “Unknown 9” كانت حتى أقل من مستوى الجيل السابق، والمشاهد نفسها كانت تفتقر للتفاصيل الدقيقة اللي ممكن تخلي اللاعب يغمر في عالم اللعبة.
من الناحية التقنية، اللعبة واجهت مشاكل كتير. بالرغم من إن الجهاز كان PS5 فا على الأقل كانت المفروض يبقى في اوبتمايزيشن مش هقول جامد هقول متوسط لكن للأسف اللعبة كانت بتعاني من دروب جامد في الفريمات وتفضل تقطع جامد كل شوبة بشكل مستمر ومستفز، فا للأسف المشاكل دي أثرت بشكل كبير على تجربتي للعبة، لأن كان من الصعب إني أقدر أستمتع بالأحداث لما اللعبة بتقطع فجأة أو بتتهنج. التجربة كانت محبطة جدًا.
الأداء التمثيلي
التمثيل في اللعبة كان محبط في كتير من اللحظات. الشخصيات كانت ملامح وشهم مابتعبرش عن مشاعرهم بشكل واضح. حتى الأصوات اللي المفروض تعبر عن مشاعرهم، ماكانتش بتوصل الإحساس المطلوب. رغم إن الكلام اللي بيتقال كان مكتوب كويس، لكن الأداء الصوتي ماكانش قد التوقعات خالص. كمان، مستوى تفاصيل الوجوه وحركات الشفاه كان سيء جدًا؛ ولما تبص على عيون الشخصيات، هتلاحظ إنهم مش بيبصوا على اللي بيتكلموا معاه، وكأنهم بصين في الفراغ تمامًا؛ وبالأخص وجه البطلة هارونا.
الدبلجة واللهجات العربية
واحد من أكتر الجوانب المثيرة للاهتمام في “Unknown 9: Awakening” هو دعمها لعدد كبير من اللهجات العربية المختلفة. زي الفلسطينية، الفصحى، اللبنانية، الأردنية، المصرية، والسورية؛ ودي كانت خطوة عظيمة من المطورين. لكن التنفيذ ماكانش على قد الطموحات. يعني كان هيكون أحسن لو كل قبيلة أو مدينة داخل اللعبة ليهم لهجة معينة، لكن اللي حصل هو إن الشخصيات كانت بتتكلم بلهجات مختلفة بدون سبب واضح. تخيل إن شخصيات من نفس العيلة أو المدينة بيتكلموا بلهجات مختلفة تمامًا، وده خلى التناغم بين الشخصيات ضعيف وأفقد الفكرة جمالها. الفكرة كانت رائعة، لكن التنفيذ غير المتناسق أثر على التجربة بشكل كبير. لكن عمومًا الترجمة العربية كانت ممتازة. كانت شبه مافيهاش غلطة تقريبًا إذا كانت لغويًا أو نحويًا فا مكنش في أي خطأ أو غلطة في تركيب الجمل.
التقييم النهائي
10\5
بالمجمل، “Unknown 9: Awakening” ما قدمتش التجربة الجديدة والمبتكرة اللي كنا متوقعينها. بالعكس، حسيت إنها تجميع أفكار مش متناسقة و متنفذتش بشكل كويس. القصة والشخصيات كانت ضعيفة ومفيهاش عمق، وكمان أسلوب اللعب والجرافيك كانوا أقل من اللي كنا نتصوره. كان ممكن اللعبة تبقى مميزة، بس للأسف، تركت انطباع سيء ومخيب للآمال، وده خلاها مش جديرة بالاهتمام من الأساس.