Hellblade II Enhanced Edition: التجربة السينمائية الكاملة أخيرًا على PS5

من اللحظة اللي نزل فيها الجزء الأول Hellblade: Senua’s Sacrifice سنة 2017، اللعبة قدرت تحجز لنفسها مكانة خاصة بين تجارب ألعاب الفيديو المختلفة، مش لأنها كانت مليانة أكشن أو عالم مفتوح ضخم، لكن لأنها كانت تجربة سينمائية مركزة على حكاية شخصية عميقة، ومعالجة فنية لحالة نفسية معقدة زي الذهان، بطريقة واقعية ومؤثرة. فريق التطوير Ninja Theory وقتها استخدم أحدث تقنيات الأداء التمثيلي والصوتي، وخلق أجواء بصرية وصوتية تخليك تحس كل نفس وكل خطوة من رحلة البطلة سينوا.

بعد أكتر من سبع سنين، ومع زيادة خبرة الفريق، رجعوا بجزء تاني هو Senua’s Saga: Hellblade II، واللي بيكمّل الحكاية مباشرة بعد الجزء الأول، لكن بأسلوب أكبر من حيث حجم الإنتاج، وأقوى على مستوى الرسوم، والمؤثرات، والصوتيات، مع التزام أكبر بالجانب السينمائي. الجزء ده نزل لأول مرة حصريًا على Xbox Series X|S وPC، وحقق آراء إيجابية كبير، لكنه كان محروم من جمهور بلايستيشن. دلوقتي وبعد مرور حوالي سنة ونص، النسخة المحسنة Enhanced Edition وصلت أخيرًا للـ PS5 ومعاها حزمة تحسينات تقنية وأوضاع لعب جديدة وخيارات عرض وصوت محسّنة، علشان تدي التجربة شكلها النهائي المثالي.

هل نسخة Hellblade II Enhanced Edition على الـ PS5 قدرت تقدم تجربة تضاهي أو تتفوق على الإصدارات السابقة؟ وهل تستحق اللعبة إنها تكون من أقوى الإصدارات السينمائية على الـ PS5 هذا العام؟ طيب ما تيجوا نشوف؟

القصة

أحداث اللعبة بتيجي مباشرة بعد أحداث الجزء الأول. سينوا، المحاربة من جزر أوركني، بتقرر إنها تضحي بنفسها وتسمح للغزاة الفايكنج إنهم يقبضوا عليها، علشان تتنقل معاهم كعبدة إلى أيسلندا، والهدف الحقيقي إنها توصل لقادتهم وتحرر شعبها اللي اتخطف. الخطة دي بتتقطع في نصها لما السفينة اللي راكبة عليها تتعرض لعاصفة بحرية قوية، تتحطم تمامًا، وسينوا بتنجو لكنها بتلاقي نفسها على شاطئ أيسلندا البارد والقاسي.

من هنا بتبدأ رحلتها. أول هدف ليها هو إنها تلاقي الناجين، وفي الطريق بتقاتل العبيد الغزاة وبتنجح في أسر ابن زعيمهم، واللي بيبقى مجبر إنه يرشدها لطريق الزعيم. لكن مع الوقت الأحداث بتتعقد أكتر، وبتكتشف سينوا إن الوضع أكبر من مجرد مواجهة زعيم فايكنج، giants عملاقة بتهدد حياة السكان، والقرى بتتعرض لهجمات وحشية، والمجاعة بتنتشر. وسط الفوضى دي، حالتها النفسية بترجع للواجهة، والأصوات اللي في دماغها اللي هي أهم عنصر في شخصيتها بتفضل معاها في كل خطوة، تهمس، تصرخ، تشكك، وتشجع، لحد ما تبقى أنت كلاعب مش متأكد إيه اللي حقيقي وإيه اللي وهم.

الشخصيات الجانبية اللي هتقابلها على طول القصة بتقدم طبقات إضافية للسرد، لكن قصر مدة اللعبة بيخلي التطوير العميق للعلاقات معاهم محدود. مع ذلك، كل شخصية بتخدم القصة وبتضيف منظور جديد لرحلة سينوا. الأداء التمثيلي، خصوصًا من Melina Juergens، بيخلي كل مشهد حي وحقيقي، لدرجة إنك ممكن تحس بانقباض في صدرك من شدة الإحساس اللي بينقله صوتها وحركاتها.

Hellblade II مش بس بتقدم قصة عن الصراع ضد الأعداء، لكنها كمان عن الصراع الداخلي، عن فكرة القوة اللي ممكن تيجي من مواجهة مخاوفك، وعن إزاي العقل ممكن يبقى ساحة معركة زيها زي أي ساحة حرب في الواقع.

الجيم بلاي

Hellblade II مش لعبة أكشن تقليدية، وده أول حاجة لازم تبقى عارفها قبل ما تبدأ. التجربة هنا أبطأ، أكتر تركيزًا على السرد، والأجواء، وبناء المشاهد السينمائية، لكن ده مش معناه إن مفيش عناصر لعب واضحة. اللعبة بتقدم مزيج من الاستكشاف، الألغاز، والقتال، بأسلوب يخدم القصة أكتر ما يخدم فكرة “التحدي الميكانيكي”.

وبما إنها نسخة محسنة على PS5 فهي مش بس جابت اللعبة لجمهور جديد، لكنها كمان حسّنت التجربة بصريًا وسمعيًا، وأضافت أطوار لعب وميزات جديدة زي طور Dark Rot اللي بيضيف تحدي كأنه حقيقي، ووضع التعليق المطوّر اللي بيكشف لك أسرار عملية التطوير أثناء اللعب.

القتال في اللعبة قائم على مواجهات فردية، كل مرة بتلاقي نفسك قدام خصم واحد في مبارزة مباشرة. مفيش هجوم من كل الاتجاهات أو فوضى معارك، لكن كل ضربة ليها وزنها وكل حركة محسوبة. عندك هجوم خفيف، هجوم ثقيل، صد، وتفادي، والنجاح بيعتمد على قراءة حركة العدو والتفاعل معاها في اللحظة الصح. الإحساس اللي اللعبة بتنقله هنا هو إن القتال مش بس مهارة، لكنه صراع حياة أو موت. صوت أنفاس سينوا وهي مرهقة، طريقة ارتجاف يدها بعد صد هجوم قوي، وحتى شكلها وهي بتتزحلق للخلف بعد ما تاخد ضربة، كلها تفاصيل بتخليك حاسس بثقل المعركة.

رغم بساطة النظام القتالي، الأصوات الداخلية بتضيف له طبقة مختلفة تمامًا. ممكن تلاقي صوت بيحذرك “خلي بالك”، أو صوت تاني بيشكك فيك “هتفشل تاني”، وده بيخلي كل مواجهة مش مجرد تبادل ضربات، لكنها مواجهة نفسية كمان.

الألغاز رجعت من الجزء الأول لكن بأسلوب أنعم وأقل إزعاج. فيه ألغاز رموز بتحتاج تدور على عناصر في البيئة عشان تشكل الرمز المطلوب، وألغاز تانية بتعتمد على تغيير منظورك أو البيئة نفسها للوصول لمسار جديد أو فتح طريق. الألغاز دي مش معقدة، لكنها بتخليك تلاحظ تفاصيل العالم، وده بيتماشى مع طبيعة اللعبة اللي عايزة تشغلك بالمشاهدة والتفكير أكتر من الضغط السريع على الأزرار.

الاستكشاف خطي، لكن البيئة نفسها غنية لدرجة إنك ممكن توقف كل شوية علشان تتأمل أو تدور على الوجوه المخفية في الصخور أو التماثيل اللي بتحكي أساطير محلية. مفيش مهام جانبية أو نشاطات مشتتة، وده متعمد علشان ما يقطعش تركيزك عن القصة. في بعض اللحظات هينضم ليك شخصيات تانية، لكن تفاعلهم معاك محدود بسبب قصر مدة القصة.

الجرافيكس والأداء والصوتيات

النسخة المحسنة على PS5 بتعتبر من أبهى التجارب البصرية اللي ممكن تشوفها على أي منصة. محرك Unreal Engine 5 بيقدم مستوى تفاصيل مبهر، من ملمس ملابس سينوا اللي باين فيه كل خيط، لحد قطرات المطر وهي بتتزحلق على بشرتها. أيسلندا هنا مش مجرد خلفية، لكنها شخصية بحد ذاتها، بتتنفس وبتحس.

هتشوف سواحل صخرية مبللة بمياه المحيط، قرى محروقة مليانة رماد، ووديان خضرا مفصولة بشلالات وضباب، وكل مشهد معمول بإضاءة طبيعية بتغير إحساسك بالمكان. التحولات البصرية بين المشاهد الدموية والمناظر الطبيعية الهادئة بتخليك طول الوقت في حالة توتر بين الجمال والقسوة.

الأداء التقني على الـ PS5 ثابت جدًا، سواء في وضع الأداء اللي بيشغّل اللعبة على 60 إطار في الثانية بسلاسة، أو في وضع الجودة اللي بيركز على أعلى وضوح ممكن.

أما على مستوى الصوتيات، فده يمكن أقوى عنصر في اللعبة. تصميم الصوت ثلاثي الأبعاد مع الأصوات الداخلية بيخليك تحس إنك فعلاً جوا دماغ سينوا. لو لابس سماعات، هتحس إن فيه حد واقف وراك بيتكلم أو بيهمس في ودنك، وده مش بس بيزود الإحساس بالواقعية، لكنه كمان بيأثر على طريقة لعبك، لأن الأصوات ساعات بتحذرك من هجوم أو بتدلّك على الطريق. المؤثرات الصوتية للقتال، حفيف الرياح، هدير الأمواج، وحتى صمت اللحظات النادرة اللي مفيهاش أصوات، كلها معمولة بعناية شديدة.

التقييم النهائي

10\9

Senua’s Saga: Hellblade II Enhanced Edition مش لعبة لكل الناس، لكنها بالتأكيد لعبة هتلاقي جمهورها عند محبي التجارب السينمائية المركزة على القصة والأجواء. هي مش مصممة علشان تقدم لك ساعات طويلة من التحديات أو أنظمة لعب معقدة، لكنها مصممة علشان تاخدك في رحلة نفسية وفنية تفضل فاكرها بعد ما تخلص.