مجله جيمزاوي, مراجعه

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

وأنا صغير، كنت دايمًا لما أشوف ظابط شرطة في الشارع ببص عليه بإعجاب كده وأقول لنفسي: “ياااه، نفسي أبقى زيه!”، أبقى لابس البدلة وراكب العربية اللي فيها سرينة، وأجري ورا الحرامية وأقفّشهم، زي ما كنت بشوف في الأفلام الأجنبية بتاعة التسعينات.

وفي نفس الوقت، أنا الجيل اللي اتربّى على GTA 2، أول لعبة علّمتني يعني إيه عالم مفتوح ومنظور علوي. كنت بمشي في الشوارع بالعربية، أعمل مشاكل، أو أهرب من الشرطة. فكنت دايمًا متخيل… ليه مفيش لعبة تخلي الظابط هو البطل؟! ليه دايمًا الشرطي بيبقى العقبة؟!

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

فلما شُفت The Precinct أول مرة، حسّيت إن اللعبة دي معمولة عشاني شخصيًا. لعبة من فوق، في عالم مفتوح، وفيه عربيات، ومطاردات، وشرطة، وتحقيق، وأجواء الثمانينات… اللي هو كل حاجة كنت بحلم بيها اتجمعت في حاجة واحدة! ومن أول لحظة مسكت فيها الكنترولر، وأنا رجعت تاني للولد الصغير اللي نفسه يبقى ظابط… بس المرادي، بقى ظابط فعلاً. 

لكن هل اللعبة دي فعلاً ممتعة؟ هل قدرت تحقق اللي كنت بحلم بيه؟

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

القصة

اللي بيشدك في اللعبة مش بس فكرة إنك شرطي، لكن كمان إنك بتبدأ من تحت خالص. اسمك نيك كورديل جونيور، ولسه خارج من الأكاديمية، متحمّس ومستني أول يوم شغل في مدينة شكلها مشبوه كده اسمها أفيرنو سيتي. المدينة دي فيها كل حاجة، أنوار نيون، شوارع دايمًا مبتلّة بالمطر، والناس ماشية فيها على أعصابها.

من أول لحظة بتحس إنك في مسلسل قديم، وأنت راكب العربية وبتسمع اللاسلكي بيناديك، تروح مكان فيه سرقة، أو بلطجي بيهدد الناس، أو عربية ماشية عكس، وكل ده بيبقى مغطّى بـ”رتم يومي”.

كل يوم بتختار شيفت (وردية)، وتبدأ يومك. في يوم هتمسك فيه مخالفات ركن، وفي يوم تاني هتدخل في مطاردة نار مع عربيات مسروقة.

في الخلفية، فيه قصة أكبر، أبوك، اللي كان شريف الشرطة زمان، اتقتل في ظروف غامضة… وإنت مش ناسي. بين مهمة ومهمة، بتلم أدلة، بتسمع حكايات، وبتقابل ناس كانوا عارفين أبوك. القصة مش بتتقدم بسرعة، لأ دي بتمشي على مهلك، لحد ما تلاقي نفسك غصب عنك اتورطت في حرب عصابات… وكل لما تحل قضية، تلاقي نفسك أقرب لحقيقة اللي حصل لأبوك.

بس خلي بالك، اللعبة مش بتحاول تبقى فيلم، هي أكتر بتخليك تعيش “الروتين” اليومي لظابط، ومع الوقت بتقربك من الحقيقة… يمكن تكون مش القصة الأعظم، بس طريقة عرضها خليتني مرتبط بالشخصية، وعايز أكمل وأعرف النهاية.

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

الجيم بلاي

اللعبة واخدة منظور علوي زي GTA القديمة بالظبط، بس الفرق هنا إنك الطرف اللي دايمًا بيطارد مش اللي بيهرب.

أكتر حاجة شدتني إن اللعبة فيها حرية جامدة. ممكن تسيب المهمة خالص وتتمشى في الشوارع، تفتّش الناس، تركب عربية دورية، أو حتى تطير بهليكوبتر لو طلبت دعم. كل شوية الراديو بيناديك: “في سطو على بنك”، “في عربية ماشية بسرعة مريبة”، “حد ركن غلط قدام مطعم”…

وإنت عمومًا حر، تروح ولا لا وكمان يا تختار المهمة ولا تكمّل دوريتك، عشان اللعبة مش بتزنّ عليك، بتديك إحساس إنك فعلاً ظابط في خدمة 24 ساعة.

النظام الشرطي معمول بدقة. يعني مش مجرد إنك تضرب وتقبض، لأ… لما توقف واحد، بتعمله فحص هوية، تفتشه، تعمل له اختبار تنفس لو شاكك إنه سكران، وده كله بيزود XP. لو لعبت صح، بتترقى وتاخد أدوات زيادة، زي دعم من الشرطة التانية أو شرائط تراب تفجّر العجل في المطاردات.

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

المطاردات بقى، سريعة، جامدة. العربية بتحس إنها بتطير على الطريق، خصوصًا لما الجو ممطر والشارع منوّر بنور النيون. فيه لقطات حسّيت فيها إني بعيش فيلم أكشن، وكنت حرفيًا بحبس نفسي في الكراسي، خصوصًا لما عربية مجرم تروح داخلة في محل ولا كشك.

بس مع الوقت لاحظت شوية حاجات وإن العربيات بتتكسر بسرعة، وأحيانًا الفيزيائية مش واقعية أوي. يعني خبطت عمود هتلاقي العمود وقع كأنه كارتون. العربية اتشقلبت هتلاقي رجعت تمشي بعدها كأن مفيش حاجة حصلت.

القتال بسيط شوية. معاك مسدس، أو تيسر كهربائي، تستخدمهم حسب الموقف. بس الرصاص مش بيحسسك بقوّته، مفيش دم، مفيش “ثقل” للضرب. والأعداء غبّيين شوية، يعني واحد بتجري وراه، يقف فجأة كأنه نسى هو بيهرب ليه.

لكن وسط ده كله، تنوّع المهام هو اللي مخلّي اللعبة مش مملة. كل يوم بتبدأ بحاجة جديدة، وكل وردية بتحكي قصة مختلفة، وده اللي حبّبني في الجيم بلاي، حتى لو بعض التفاصيل كانت محتاجة تحسين.

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

الجرافيكس

أكتر حاجة خدتني من أول ثانية، كانت شكل المدينة. أفيرنو سيتي تحفة. النيون في كل مكان، الشوارع مبلولة، والأنوار منعكسة على الأسفلت، وكل حاجة فيها روح الثمانينات. بتحس إنك ماشي في إعلان قديم لسيارة شيفروليه أو في مشهد من Blade Runner.

المدينة فيها نظام نهار وليل، والمطر بيغير شكلها خالص. بتلاقي الناس ماشيين تحت الشماسي، والعربيات بتلمع، والمطاردة وسط ده كله بتبقى مشهد سينمائي صامت.

بس… في نفس الوقت، الجودة مش فوق العالي. اللعبة شكلها زي ألعاب جيل PS4، مش جرافيكس AAA زي Cyberpunk. بس أنا شخصيًا ما اهتمّتش، لأن الجو العام شدّني أكتر بكتير من دقة التفاصيل.

تصميم الشخصيات بسيط، ومفيش أنيميشنات معقدة، لكن المدينة نفسها هي البطل الحقيقي. كل شارع تحسه مختلف، وكل زاوية فيها لمسة فنية، حتى الإعلانات في الشوارع حسيت إنها من عالم تاني.

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct

التقييم النهائي

8/10 

لعبة The Precinct بالنسبة لي مش مجرد لعبة شرطة… دي حلم طفولتي وهو بيتحقق. خدتني لعالم كنت دايمًا بتفرج عليه في التلفزيون، وخليتني أعيشه بإيدي. فيها شوية عيوب؟ أكيد، بس لما اللعبة تخليك تستمتع بالشفت اليومي زي ما تكون ظابط حقيقي. ولو كنت من الناس اللي بتحب GTA القديمة، أو دايمًا بتحلم تلبس البدلة وتقبض على مجرم في مطاردة نارية… يبقى اللعبة دي ليك، زي ما كانت ليا.

مراجعة وتقييم لعبة The Precinct