مراجعة لعبة
Senua’s Saga – Hellblade II
بقولك إيه لو أنت نفسيتك تعبانة شوية بسبب الامتحانات فاللعبة دي مش ليك
لإني جبتلك النهاردة لعبة هتخليك تكلم نفسك
وده مش عشان هي وحشة ولا غريبة، بس هي من كتر إتقانها للأجواء بتاعتها… خلينا نقول هتخليك مريض نفسي من الآخر بقى.
اللعبة دي اسمها Hellblade 2، وبتلعب فيها بشخصية بتعاني من مرض الذهان، أو بالإنجليزي “Psychosis” وده مرض بيخلي صاحبه يتخيل حاجات مش حقيقية، ويسمع أصوات
القصة
القصة بتكمل اللي بيحصل لشخصية سنوا، وهي شابة من اسكتلندا اتعرضت قبيلتها لغارة من غارات قبائل الفايكنجز العنيفة، واتسببت في موت حبيبها وقبيلتها، فانتطلقت بقى ورا اللي اتسبب في قتل حبيبها عشان تنتقم منهم وفي بداية اللعبة بتتحط في موقف إنك خلاص سبت الفايكنجز يخطفوك عشان تتباع كعبد، بس بتحصل عاصفة وبتتفرق عنهم، والمطلوب إنك تلاقي قريتهم اللي هم عايشين فيها بغرض الانتقام
لكن الرحلة بتاخد منحنى غير متوقع وبتتحول لرحلة تعرف سنوا على أسباب وجود الشر في عالمها، وفكرة القصة كلها بتبان على مدار الـ8 ساعات لعب اللي هتعيش فيهم أحلى أجواء اضطراب نفسي على شوية خوف على شوية أكشن ودراما
والفكرة ببساطة هي إن كل الشرور في العالم مصدرها شر أو أذى وقع على الشخص الشرير ده وخلاه كده، ودي فكرة حلوة جدًا حبيت الطريقة اللي اللعبة تناولتها بيها
الاداء التمثيلي
الاداء التمثيلي للشخصيات بصراحة من أجمل ما شوفت في صناعة الألعاب مؤخرًا، كأني بشوف فيلم ملحمي مفيهوش لحظة راحة. وأه ممكن حد فيكم يحس إن 8 ساعات قليل على لعبة مستنينها بقالنا 8 سنين، لكن خليني أقولك إنهم 8 ساعات بتاريخ ألعاب كاملة، من حيث القصة بالذات.
الشخصية الأساسية سنوا تمثيلها رهيب ووشها معبر جدًا في كل لحظة. انا كنت قاعد بفتح الفوتو موود وبصور وبزوم على وشها عشان أشوف تعابيره الدقيقة وعينها المعبرة جدًا عن المعاناة والحيرة والحزن اللي عاشتهم. لو قولتلي مين شخصيتك النسائية المفضلة حاليًا هقولك سنوا
الجيم بلاي
لكن الجيم بلاي بقى…إحمم…الحقيقة أنا الجيم بلاي حسيت فيه بشعور مختلط بين التكرار ساعات والإبداع في ساعات تانية. يعني الجيم بلاي بشكل عام هو نفس اللي اتقدم في الجزء الأول مع تحسين بسيط لكن ملحوظ في جودته. يعني هتقضي وقتك بتعمل نفس الحاجات، زي الألغاز اللي كانت ممتعة جدااا وصعبة بشكل يخليك تفكر وتقعد تلف في البيئة عشان تلاقي حل. شكل ممتع للألغاز لكن برضه مش لدرجة تخليك تشد في شعرك.
المعارك كانت ممتعة وسينمائية لكن مشكلتي معاها هي إنها كلها 1 ضد 1، وده خلاها مكررة. لكن الجانب الإيجابي هو إن اللعبة فيها تنوع ضخم في نوعيات الأعداء، وده هيبان في التلت الأخير من اللعبة جدًا، وكل عدو له طريقة قتال واسلحة مختلفة وفيه اللي معاه دروع وفي اللي بيطلع نار من بقه وليلة كبيرة أوي سعادتك!!
لكن برضو أرجع أقولك، الواحد ضد واحد ده عيب كبير، وحاجة قللت كتير من تأثير الكومبات على تجربتي لإني كنت حفظت حركات الاعداء بعد فترة. أنت ليك إنك تتفادى او تصد الضربات، وكل عدو له نمط حركة معين مش بيخرج عنه، وبكده القتال أه كان سينمائي جدا، لكن في نفس الوقت كان بدائي ومش بالعمق اللي كنت مستنيه.
غير كده اللعبة فيها لحظات مشي على رجلك كتير اوي بصراحة. حسيت إن الموضوع كان ممكن يتم تسريعه أو استغلال الوقت ده في حاجات مفيدة. اللعبة بتخلي الأصوات اللي في دماغ البطلة واللي بتسميهم Furies يتكلموا معاك، وهي فعلا حاجة لطيفة تشغلك عن المشي وماتحسسكش بالوحدة بس هي للأسف مش كافية.
اللعبة نجحت أوي تصدر شعور الارتباك وعدم معرفة اللي أنا بواجهه زيي زي سنوا، وشعور الوحدة والضلمة في اللعبة والبيئات خلاني أحس في أحد اللفلات إني في لعبة رعب صرف، وده شيء يحسب للمطورين لإنهم فعلا نجحوا في صنع أجواء رهيبة هتخليك تقشعر.
الرسوميات
الجرافيكس بقى حدث ولا حرج، اللعبة من اجمل ما يكون، ومن أجمل ما جربت على البي سي بتاعي. هي بس أبعادها عاملة زي الأفلام القديمة بشريط أسود فوق وتحت وده شيء المطورين دايمًا بيقعدوا يقولوا إنه بيخلي اللعبة تديك شعور السينمائية اكتر بس أنا بصراحة عمري ما اقتنعت بده، ودايمًا بحسه كسل من المطور عشان مايعملش تفاصيل كتير في الشاشة.
الحركة البطيئة للشخصية برضو أدتني شعور بكده، وقولت لنفسي يمكن المطورين عملوا كده عشان يعرفوا يقدموا تجربة وأداء ثابت تقنيًا، لكن برضو مدة التطوير كانت كافية وزيادة كمان فأنا حقيقي معنديش مبرر للمحدودية التقنية اللي اللعبة دي بتحسسني بيها، وكأني ماشي على مهلي العشان الفريمات ماتقعش، وكمان معارك واحد ضد واحد بس…
لكن لو ركزت في تفاصيل البيئات فهي رائعة بصراحة، واللعبة بتستخدم Unreal Engine 5 الغني عن التعريف، الإضاءة وتأثيرها على الأجسام المختلفة. الرمل، الطول، الجلد، اللبس..كل حاجة واقعية وتفاصيلها فائقة وده خلاني احس إني بلعب لعبة جيل جديد بجد.
الأصوات
الأصوات بقى فهقولك إيه ولا إيه!! اللعبة بتستخدم الأصوات ثلاثية الأبعاد بشكل مثالي عشان تحسسك بالاضطراب النفسي اللي سنوا حساه. كذا مرة أضطر أبص جمبي من كتر ما الأصوات اللي دماغها حسيتها جمبي بجد
الأداء الصوتي والتمثيلي على اعلى مستوى، ويمكن يكون الأعلى في الألعاب السنة دي، واللي ساعد على إبراز الحتة دي إن في عدد لا بأس به من الشخصيات الجانبية، كل واحد خدت فرصة كويسة إنها تبان وتظهر وتتطور.
اللعبة فيها ترجمة عربي كويسة جدًا، وكنت سعيد إني بشوف حاجة بالمستوى ده من إكس بوكس لإن دول بالذات من النادر تشوفلهم ألعاب مترجمة. لكن ده مايمنعش إن فيه أخطاء من وقت للتاني، بعضها أخطاء في الضمائر زي مثلا شخصية بنت بيتقالها الفعل بدون ياء المخاطبة وأخطاء تانية زي إن الحروف بتظهر مفرطة في اللغة العربية ودي مشكلة مشهورة في الألعاب بس كانت انتهت من زمان جدًا وشيء حزين إننا نشوفها في 2024
في الآخر، بما إن اللعبة موجودة في خدمة Xbox Game Pass فهي كده مش محتاجة كلام خلاص، لازم تحملها وتلعبها وهتقضي 8 ساعات ممتازين بالرغم من بعض العيوب البسيطة في اللعبة.
في الأول والآخر هي لعبة مش مثالية، ولا أفضل لعبة في التاريخ لكن إيجابيتها وموضوع إنها لعبة جيم باس يخلوها تجربة لازم تخوضها وتحملها من خلال الخدمة.
التقييم النهائي
8/10
ولو عايز تشوف مراجعتنا على اليوتيوب تقدر تشوفها من هنا
