Amnesia Rebirth كانت واحدة من أكثر الألعاب المنتظرة بالنسبة لي في 2020، ده مش فقط بسبب إني من عشاق ألعاب الرعب، بل بسبب إنها كمان هتكون التكملة للعبة The Dark Descent الي صدرت في 2010 و ستكون من تطوير Frictional Games مش من Chinese Room الي صنع A Machine for Pigs. فهل إستوديو Frictional Games هيكون قادر على ترك بصمة تانية في ذاكرة محبي ألعاب الرعب ويتفوق على الجزء الأول من Amnesia ورائعتهم الأخرى SOMA ؟
( نسخة المراجعة تم تقديمها من الناشر )
في Amnesia Rebirth أنت بتلعب بشخصية Tasi والي بتنضم هي وزوجها Salim لطاقم Cassandra للتعدين، الطاقم بيتجه لرحلة للتعدين في كهوف صحراء الجزائر ولكن أثناء رحلتهم الطائرة بيحصلها حادثة خارقة للطبيعة وتصطدم وتقع.
زي ما هو واضح من إسم اللعبة فا Tasi بتفوق فاقدة للذاكرة وبتلاقي نفسها لوحدها تماماً في الطائرة ولكن مع الوقت بتبدأ تفتكر إن الطاقم كله نجى من الحادثة بل ودخلوا واحد من الكهوف القريبة كمان عشان يحتموا بيها، في البداية اللعبة بتشرحلك ان جزء من الطاقم فضل في الكهف لإنهم كانوا مصابين والجزء التاني خرج عشان يجيب مساعدة، كل الي فضلوا في الكهف ماتوا وزوجها Salim بيتركلها رسالة بيوضح فيها إنه خرج من الكهف عشان يدور على باقي الطاقم الي راح يجيب مساعدة وان الناس كلها الي كانوا في الكهف ماتوا بسبب وجود كائن غريب !
طب إيه الي رجع Tasi للطائرة مرة تانية وانها فاقت فيها ؟ ايه الظاهرة الغير طبيعية الي حصلت وفين الطاقم ؟ الأسئلة ديه كلها بيتم الإجابة عليها بشكل مستمر في رحلتك الي بتبحث فيها على Salim وباقي الطاقم الي خرج وفي نفس الوقت بتحاول تستكشف المكان وتعرف سبب وجود الظواهر والكائنات العجيبة ديه. قصة اللعبة شيقة جداً وعلى الرغم من إنك هتفضل مرعوب طول اللعبة إلا إنك هتبقى حابب تكمل عشان تعرف معلومات اكتر. القصة بتفضل مبهمة شوية في الأول ولكن مع الوقت كل حاجة بتبدأ تتشرحلك بشكل ممتاز عن طريق ذكريات Tasi الي بترجعلها بالتدريج.
إستوديو Frictional Games نجح في إنه يرجع مجموعة من الميكانيكات الي اتقدمت في Amnesia The Dark Descent بشكل مميز أكتر، أول حاجة رجعت هي الخوف من الضلمة، لو فضلت فترة طويلة في مكان مظلم جداً الشخصية بيجيلها حالة من الجنان والذعر ولازم في أقرب وقت تدور على منطقة فيها نور، غير كدة فا لو فضلت باصص على الوحوش فترة طويلة هيجيلك نفس الشعور ده، طب هل في مصادر إضاءة كتير في اللعبة ؟
الإجابة هي اكيد لا، في الاماكن الضلمة تماماً مش هيكون معاك الا مصدرين للإضاءة وهما المصباح والكبريت، المصباح بينور عن طريق زيت وللأسف الزيت ده مش بتلاقيه كتير في البيئة وحتى لو لقيته فا هو بيخلص بسرعة فا لازم تحافظ على المصباح لأنه اكثر مصدر إضاءة مهم ( ديه تاني حاجة رجعت من Dark Descent ). المصدر التاني للإضاءة معاك هو الكبريت وطبيعي هينطفى في كام ثانية فا مش هيبقى له لازمة الا لو استخدمته في إنارة مختلف المصابيح في البيئة. بشكل عام اللعبة بتبهدلك من كل ناحية يعني.
خلال السنين الي فاتت شوفنا مجموعة كبيرة من الألعاب بتقدم رعب بتحس انه مصطنع وان اللعبة عايزة تخوفك غصب عنك، Amnesia مبتعملش كدة، اللعبة بتعتمد في الأساس على الرعب النفسي وانها تحسسك دايماً إن في حاجة حواليك على الرغم من إن في معظم الوقت مبيكونش في حاجة أصلاً. الاحساس ده بيتم عن طريق مجموعة من المؤثرات البصرية والصوتية المميزة وهتكلم معاكم عن النقطة ديه بالتفصيل لاحقاً في المراجعة.
اللعبة مش بس بتركز على الرعب النفسي بل بتقدم مزيج مميز بين الرعب النفسي ورعب الخضات، الخضات الي فيها فعلاً بمعنى الكلمة هتخضك لدرجة الفزع لإن معظم الوقت مش بتكون متوقعة، بقول معظم الوقت لإن في اوقات هتبقى حاسس بإن في حاجة هتحصل قبل ما تحصل اصلاً فا مبتتخضش ولا حاجة. اللعبة بتقدم برضو مجموعة من المطاردات القوية وبكدة نقدر نقول إنها نجحت في جمع كل أفكار الرعب المميزة خلال 8 لـ 10 ساعات لعب بدون ما تركز على نوع رعب معين لوقت طويل أكثر من اللازم.
زي باقي سلسلة Amnesia فا في تركيز رئيسي على حل الألغاز واستخدام البيئة لمساعدتك في رحلتك، كمثال على الألغاز المميزة، في بدايات اللعبة بتلاقي باب ضخم مش بيفتح وانت محتاج تعدي منه، في المنطقة الي انت فيها والي هي عبارة عن حصن للجيش هتلاقي دبابة بس مفيهاش طلقات فاللعبة بتخليك تروح تستكشف وتدور على مكونات كتير تحطها في غلاف وبكدة يبقى عملت طلقة دبابة تقدر تفجر بيها الباب. ده كدة مجرد مثال على حاجات كتير من النوع ده بيتم تقديمها وأصعب الألغاز بتبقى الي بتحتاج تحلها وفي مطاردة بتحصل فأنت بتكون مرعوب وفي نفس الوقت اللعبة محتاجاك تركز عشان تخلص اللغز بسرعة وتهرب.
اللعبة مبنية على نسخة محسنة من نفس المحرك إلي اتصممت بيه لعبة SOMA في 2015، على الرغم من إن الرسومات مش الافضل وفي العاب رعب تانية قدمت رسومات أحسن من كدة إلا إن المحرك بيركز على استعراض مجموعة من المؤثرات البصرية المميزة.
في تنوع كويس جدا في البيئات وده بيبان اكتر لما الشخصية تتنقل بين العوالم عن طريق الظواهر الخارقة للطبيعة الموجودة في اللعبة. المحرك قدر إنه يقدم بيئات مظلمة جدا و من مجرد النظر إليها هتحس بخوف لا إرادي خاصةً لما يتم تقديم إضاءة خافتة في منطقة معينة وانت مش عارف وجود الإضاءة معناه إنك تروح هناك ولا اللعبة حطاه عشان تسلط الضوء على ظهور حاجة هتخضك!
لعبة رعب يعني هيكون في تركيز كبير على إنها تخوفك بأصوات محيطية و إستوديو Frictional متوصي جدا بالنقطة ديه في اللعبة. طول ما انت بتتجول في مكان مظلم هتسمع أصوات من حولك سواء همسات أو تحركات غريبة. صوت دقات قلب البطلة وخوفها من الضلمة أو لما تشوف منظر مرعب ده في حد ذاته مخيف جداً ليك كلاعب وبيخليك تحس اكتر بإحساس البطلة وهي في المكان ده لوحدها.
مش بس أصوات البيئة هي إلي اتقدمت في اللعبة بشكل ممتاز ، بل إن الأداء الصوتي لكل الشخصيات سواء الرئيسية زي Tasi و Salim أو الشخصيات الجانبية فا هو من أفضل ما رأيت في ألعاب رعب، كل شخصية منهم هتحسسك بمجموعة من المشاعر المختلفة زي الخوف والمعاناة أو في بعض الأحيان السعادة والفرحة الغامرة. كمان الموسيقى التصويرية الي بتشتغل في اللعبة سواء في المشاهد الهادية أو المطارات هتدخلك في مود الرعب بشكل خرافي.
بالنسبة للأداء التقني فأنا مواجهتنيش أي مشكلة في اللعبة إطلاقا ، أنا جربت اللعبة على جهاز PlayStation 4 العادي وكانت شغالة على 30 فريم ثابتة ومحستش بوجود أي تقطيع فيها. لو عايز تاخد أفضل تجربة مع إطارات مفتوحة يبقى أكيد أنصحك إنك تقتني نسخة الحاسب الشخصي من اللعبة.
